معلومات مهمة عن تقنية “البلوك تشين” ودورها في تغيير مستقبل الشعوب

 

أولا- مقدمة شاملة عن
تقنية ” البلوك تشين”:

تعتبر تقنية “البلوك
تشين” من التقنيات الإليكترونية التي كثر عنها الحديث في السنوات الأخيرة،
ويصفها الباحثون والخبراء في هذا المجال بعماد الاقتصاد الرقمي، وذلك لرؤيتهم
المستقبلية عن هذه التقنية وما هي قادرة على فعله وإحداثه من ثروة اقتصادية كبيرة
جدا، هذا إضافة إلى قدرتها على تغيير مجموعة من الأنظمة الاقتصادية بما فيها
النظام المالي حول العالم كله وبشكل أبدي، وحتى نقربكم أكثر من هذه التقنية
السحرية التي أصبحنا نسمعها أينما حللنا، أتيناكم بهذا المقال الذي جمعنا لكم فيه
كل المعلومات التي ستهمكم في هذا المجال والتي ستجعله يبدو سلسلا ومبسطا أمامكم.

ثانيا – تعريف تقنية
“البلوك تشين ” وتعريف دورها المهم:

رغم الشهرة الكبيرة التي أصبحت
عليها تقنية البلوك تشين” إلا أنها تبقى مجهولة الاكتشاف، إذ حتى الآن غير
معروف من ابكترها واكتشفها ليقدمها للعالم، لكن المعروف عالميا، أن هناك حساب خاص
باسم “ساتوشي ناكاموتو” هو من يبقى مسؤولا عن هذه التقنية، وهو من قام
بطرح نسختها الأولى من عملة البيتكوين سنة 2008، والتي تعد العملة الرقمية الأولى في
العالم، وهي عملة غير مركزية لا تخضع للسلطات ولا لإشراف من الحكومات، أما تقنية
البلوك تشين التي ظهرت في السنوات الأخيرة، فهي تعني مجموعة من الكتل باللغة
العربية، وهي أيضا عبارة عن قاعدة خاصة ببيانات متفرقة بغض النظر عن نوعية هذه
البايانات، فهي تسجل داخل كتل أو كما يطلق عليها” بلوك”.

كما أن قواعد تلك
البيانات التي يتم تسجيلها فهي غير مركزية، بل على العكس فهي توصف بالتقليدية، بما
معناه أنه لا وجود لمكان من أجل القيام بعملية تخزينها، كما أنها لا تخضع لأي إشراف
ولا لأي مراقبة من الإدارة المركزية، والنسخ المتعددة والمتطابقة متوفرة في عدة
حواسيب تكون متصلة بشبكة الأنترنت والتي تتم الإشارة إليها باسم ”
العقد” أو ما يسمة بالأنجليزية ” Nodes
” حيث هناك إمكانية تجعل أي حاسوب  يصبح
عقدة في الشبكة بعد أن يتم تنصيب مجموعة من البرمجيات المعينة والخاصة.

ثالثا
– تعرفوا على الطريقة التي تعمل بها تقنية “البلوك تشين”

تعتبر
تقنية البلوك تشين من العمليات التي يمكن لأي شخص أينما كان أن يدخل عليها، في
حالة أراد هذا الشخص أن يقوم بتنفيذ عملية تحويل للمال، وانطلاقا من النظام المسمى
“الند للند” Peer to peer،
تنشئ هنا تلك الكتلة التي سبق وتحدثنا عنها، والتي تتوفر على مجموعة من البايانات
تسمى الكتل، تزداد عددا كلما تمت إضافة معلومة جديدة إلى الشبكة، حيث يتم التحقق
من ما مدى صحة تلك البيانات أو المعاملات التي تمت، من خلال آلاف الحواسيبب التي
تنتشر في عدة أماكن متنوعة في كل أنحاء المعمور.

كما
أن هذه العملية تتم بطريقة آمينة عن طريق التشفير، وهنا يكون دور الحاسوب
“العقد” في القيام بعملية التأمين الخاصة بالمعاملات، ما يساعد تلك
الحواسيب في العمل على إيجاد الحلول لكل المعادلات الرياضية المعقدة، من أجل أن تتم
المعاملة وأيضا من أجل التأكد من صحتها وما مدى موثوقيتها وهذا ما يسمى في هذا
المجال  بالتعدين.

هنا
يمكن أن نعتبر أن البلوك تشين من العمليات التقنية الأكثر آمانا، إذ تشرف آلاف
الحواسيب اللامركزية على عملية “العقد” وأيضا من شرعية كل البايانات
الجديدة التي تمت إضافتها والتحقق من قوة صلاحيتها قبل أن تتم عملية إضافتها إلى السلسلة،
وهنا تكون كل الكتل التي سبق وتحدثنا عنها والتي تكون متصلة بعضها ببعض، آمنة، وأيضا
تكون جميع المعاملات التي يتم إنجازها مشفرة، ما يساعد على تكوين سلسلة رقمية آمنة
تتوفر على عدد مهول من البيانات التي تكون مرتبطة فيما بينها انطلاقا من عدة
خورزميات التشفير عالية الجودة والآمان.

رابعا
– إليكم استخدامات “البلوك تشين” ودورها في تغيير حياتنا :

من
المفروض أن تساهم تقنية البلوك تشين في القضاء على المركزية البيروقراطية، في عدة
جوانب من حياة الفرد والمجتمع، والكثير من الأخصائيين في هذا المجال يتوقعون أن يكون
لهذه التقنية الحديثة منزلة تقوم من خلالها بأداء دور كل الحكومات، ويتم في وقتنا
الحالي استخدام تقنية البلوك تشين في مجموعة من المجالات والتخصصات، ومن المنتظر أن
يتم اعتمادها مستقبلا في عدة مجالات أخرى، ومن بين المجالات التي يتم فيها استخدام
البلوك تشين هي العملات المشفرة كالبيتكوين، والتي تعتبر بدورها ثورة رقمية مالية
ابتكرها كما سبق وذكرنا ” ساتوشي ناكاماتو” .

وللتوضيح
أكثر فعندما يقوم الأشخاص بإجراء تبادلات مشفرة انطلاقا من عمليات الشراء، هنا يتم
تسجيل تلك المعاملات على مستوى تقنية البلوك تشين، وعلى التوالي مع نمو العملات
التي تكون مشفرة، وتصبح إمكانية استخدامها ممكنة في عدة مجالات، وأيضا تكون
إمكانية الدفع عبرها وقد أصبحت تقنية البلوك تشين مهمة جدا وضرورية في حياة
الإنسان ولا يمكن الاستغناء عنها.

خامسا – البلوك تشين تسهل عملية إجراء
المعاملات المالية بدون بنوك:

لقد أصبح الآن بإمكان كل شخص أن
يقوم بإنشاء محفظة إليكترونية تمكنه من تحويل الأموال واستلامها بطريقة سهلة
وسلسة، بعد أن تتم معرفة عنوان محفظة الشخص الذي يرغب في الإرسال إليه أو الاستلام
منه، وهذه الطريقة تعتبر آمنة وسهلة وتسهل العملية وبعدها يتم تسجيل تلك المعاملات
في مجموعة من الكتل التي تكون موثقة عبر عمليات تكون حسابية والتي تجريها الحواسيب
بدقة.

والمميز في هذا الأمر أن جميع
المعاملات تبقى محفوظة على مستوى الشبكة، وتمنح الفرصة لكل شخص أن يدخل رقم
المعاملة ومعرفة كل التفاصيل التي تتعلق بها دون عناء، وهذا ما يجعل تقنية البلوك
تشين من الميزات المهمة جدا والأكثر شفافية في عالم الويب، إضافة إلى إمكانية
إلغاء الحاجة للوسيط الذي دائما ما يحتاج إلى عمولة إضافية .

سادسا – تعرفوا ماهية الرموز غير
القابلة للاستبدال وحماية الملكية :

برزت في الفترة الأخيرة تقنية كثر
عنها الحديث والكلام، وهي الرموز غير القابل للاستبدال والتي يرمز لها بالحروف
الأجنبية NFT
، وهي عبارة عن مجموعة من الأعمال الفنية المتنوعة بين الصور واللوحات الفنية
والمقاطع الموسيقية وأيضا الفيديوهات المختلفة، والتي يمكن تشفيرها وربطها برقم
خاص، انطلاقا من تقنية البلوك تشين، وهذه الطريقة مميزة جدا إذ أنها تحافظ على
حقوق الملكية الفكرية والخاصة للمالك الأصلي لهذه المواد، حتى بعد أن يتم بيعها
فهي تبقى في ملكيته إذ أن تلك الرموز تبقى عبارة عن أصول ومقتنيات من المستحيل أن يتم
تغييرها أو استبدالها.

كما أن هذه التقنية الممتازة التي أصبحت
تشهد إقبالا كبيرا من طرف الأشخاص، تحفظ أصالة العمل وتجعله فريدا من نوعه، لا
يمكن أن يتم تزييفه أو نسخه أبدا، وقد أصبح هذا المجال يشهد رواجا كبيرا وإقبالا
كبيرا من طرف الأشخاص والمؤسسات والشركات والنوادي وحتى الفنانين من مختلف
المجالات، حيث بات هذا المجال يشهد تزايد عدد المشترين لكل الأعمال الرقمية التي
تحتوي على رموز تكون غير قابلة للاستبدال بنسبة تفوق 66 في المائة في ظل عام 2020
.